أخبار المدينة بين يديك


https://www.facebook.com/aiouninfo/info/?tab=page_info

الخميس، 14 يناير 2016

عادي جدا(تدوينة)

اخترنا لكم اليوم تدوينة مختارة من المدون خالد ولد الفاظل:
Khaled Elvadhel
لا شيء جديد،غير أن قلبي بات رسميا يعاني من "فراغ دستوري"،دروب الحياة همست في أذني هذا المساء إلى أين تمضي؟أخبرتها كالعادة بأنني بلا وجهة.
منذ عام،رأيتها تكبر بسرعة في أفكاري كحبة من الطماطم زرعت في فصل الشتاء،كانت طيبة وتشبه إلى حد ما أحفادي عندما يستيقظون ويذهبون إلى المدرسة،طلبت يدها بسرعة على طريقة "العائدين من إفريقيا"،لكن رسلي عادت برفقة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن أسماعيل ولد الشيخ أحمد،لقد جاءت تحمل إلي رسائل الرفض،إنها أول فتاة أرسل إلى أهلها حمامة سلام بيضاء،ووعدا مقدسا بتخصيب منزلهم بالأفراح،لكن لا يهم،أنا أو هي أحدنا ليس محظوظا بكل تأكيد،عادة في هذه اللحظات الصعبة الجأ إلى شرب الكثير من السوائل كنوع من الإحتجاج السلمي ولجعل قلبي يشبه الجزيرة العائمة،لكنني هذه المرة اكتفيت بمحاولة كتابة قصيدة مفخخة في هجاء وزارة التعليم،فهي تتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية والنفسية لما جرى،ولما سيجري مستقبلا،إنها تشجع على التطرف والإرهاب!
أيها البحر إنك بعيد جدا من هنا،لكن أمواجك تكاد تصل أقدامي المتعبة،أرى سفنك البعيدة وهي تختفي في الأفق الفضي كأنها تدعوني لرحلة طويلة،لن أتثائب في الصباح حتى لا يخرج الحنين من رئتي،ولن أغسل وجهي بالماء والصابون ولن استخدم عطري المفضل،لست متعودا على النفاق والتظاهر بالسعادة،الأمر ليس عاديا كما قلت في البداية،أنا في الحقيقة حزين بشكل ما،وأرغب في سكب محتوى قربة من الماء البارد على رئيس الجمهورية وسكب واحدة أخرى على وزير المالية،أرغب في سجن جميع الشعراء والكتاب الذين يصنعون أدبهم داخل الفنادق وتحت الأضواء،الأدب الحقيقي هو ذلك الذي يولد بنشوة في خبايا الليل وتحت لهيب الشمس وفي عيون الناس،دلوني على السوق سأبيع نصيبي من هذا الوطن في مزاد علني،أنا بحاجة لبعض المال لأنفقه على رحلة طويلة كرحلة سلمان الفارسي رضي الله عنه،أريد نصيبي من الحقيقة والمعرفة في هذا العالم المزدحم بالمغالطات،كلهم يدعون امتلاك الحقيقة،والحقيقة يمكن أن نعثر عليها في أنفسنا،فالله وضعها مصابيحها هناك،فقط علينا أن نسير في مناكب المعرفة،غدا ستشرق الشمس،إنه حدث عادي جدا بالنسبة لمعظم الناس،لكنه عظيم عند من ينتظرون الصباح!!
هنا تامشكط،والليل أرخى سدوله على بيوت الطين المتشابهة والسماء فوقنا مرصعة بالنجوم،ولا أثر للبرد،لماذا أخبركم بكل هذا،أنا لا أعرفكم وأنتم لا تعرفونني،لكنني أود أن أخبر أحدهم سيقرأ هذا المنشور دون أن يترك أثرا،أنني أشعر به تماما..طابت أوقاتكم 13 يناير والساعة الواحدة 01:02 صباحا
Haut du formulaire
Bas du formulaire

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق