أخبار المدينة بين يديك


https://www.facebook.com/aiouninfo/info/?tab=page_info

الخميس، 5 أبريل 2012

خطاب صالح ولد حنن أمام أنصاره بدار الشباب بانواكشوط


بسم الله الرحمن الرحيم قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله.. صدق الله العظيم أيها الحاتميون أيتها الحاتميات أيها الحضور الكريم السادة الإعلاميون الأفاضل قبل ست سنوات التأم جمعنا في هذا المكان لنعلن ـ على بركة الله ـ انطلاقة حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم )، الذي جاء تعبيرا عمليا عن تمسكنا بثوابتنا النضالية وبمبادئنا الراسخة القائمة على التزامنا بمواصلة التضحية في سبيل بناء موريتانيا العزة والكرامة والأخلاق الفاضلة والعدالة الاجتماعية و المساواة والتنمية والرفاه ،وكنا على علم كامل بأن بلادنا لا تنقصها الوسائل اللازمة لتحقيق ذلك ، فهي تزخر بالخيرات البرية والبحرية والباطنية وبالموارد البشرية بالقدر الذي يضمن حياة كريمة لمواطنيها الذين لا يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين ونصف، إنما تنقصها القيادة الرشيدة الراشدة . وقد دوت يومئذ أصواتنا منادية بالتغيير داعية النظام العسكري الحاكم إلى الإسراع في خطوات الإصلاح مؤكدين على أنه لا شرعية لأي حكم ما لم يجعل من اهتمامات وتطلعات الشعب الموريتاني وحاجاته شغله الشاغل وموجه سياساته،وفي سبيل ذلك وانسجاما مع متطلباته انخرط الحزب في ميدان النضال السياسي بثبات رغم صعوبة الظرفية التي حفت بنشأته وقوة التجاذب من حوله ، فظل رافعا صوته عاليا معبرا عن أحاسيس الشعب وعن مطالبه ومشاغله ، فكان الحاضر الأبرز في المنابر الإعلامية والسياسية ، وكانت بياناته ومؤتمراته الصحفية وأنشطه المختلفة تتوالى حول ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة والعلاقات مع الكيان الصهيوني والسجون السرية والقواعد الأجنبية، والحرب بالوكالة ،وقمع المتظاهرين وتضييق الحريات ،ومحاربة الرق ومخلفاته والإرث الإنساني ومتعلقاته ،وفساد التعليم وانتشار البطالة، إلى آخرذلك من هموم المواطنين اليومية ، واتخذ سلسلة مبادرات وطنية كان لها حضور فاعل في المشهدين السياسي والشعبي , وبفضل ذلك أضحت شعاراته مكونا أساسيا وبارزا في الخطاب السياسي الوطني ، وواكب بجدية ومسؤولية مختلف التطورات التي شهدتها البلاد واتخذ حيال كل حدث أو تطور موقفا كانت المصالح العليا للبلاد هي المحدد الأساسي له ، قد نكون في بعض الأحيان أخطأنا التقدير أو جانبنا الصواب ولكننا في كل الأحوال كنا مجتهدين صادقي النيات ولم تكن تلك الاجتهادات لتحول بيننا وبين حسنة العودة فور ظهور أي خطأ ، وفي هذا السياق يندرج الموقف من انقلاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز سنة 2008 . حيث تمكنت قائمة الشعارات التي رفعها من أن تحملنا على تصديقها ، والواقع أنها كانت هي نفسها شعارات الحزب وبنفس العبارات وربما بنفس الحماس الظاهر على الأقل، مع تكراره الدائم أن وسائل تحقيق تلك الشعارات جاهزة والامكانات متوفرة والطريق إلى انجازها سهلة وقصيرة، وتأكيده على صدق إرادته وقوة عزيمته. وإزاء ذلك وجد الحزب نفسه بين خيارين، إما أن يعارض الانقلاب وشعاراته ، فيكون بذلك قد رفض إمكانية تحقيق التغيير والإصلاح الذي ظل ينادي به،خاصة أن من أهم مبادئ الحزب كونه ليس بطالب سلطة لذاتها بل ساعيا لتحقيق مبادئ وسيظل مستعدا لدعم إي نظام يسعى صادقا لتحقيق مبادئه تلك ، وإما أن يساند الانقلاب بناء على حسن الظن بصدق شعاراته فيكون قد دعم انقلابا أو تمردا شخصيا على رئيس مدني منتخب ، ولقد واجهتنا صعوبات جدية في تغليب أحد الخيارين ومكثت قيادة الحزب وأطره أياما تناقش الموضوع وتقلب أوجهه المختلفة حتى استقر رأيها على ما تم إقراره حينذاك. نعم لقد كان بالفعل بريق تلك الشعارات مغريا إلى حين ، ومع الأسف لم نكن وحدنا في ذلك فلقد صدقها أيضا عدد كثير من أفراد الشعب الموريتاني وحسبوها لجة ماء قبل أن تنجلي حقيقتها سرابا بقيعة جرداء،. و عندما تأكدنا من تلك المفارقة لم نقرر التوقف عن دعم هذا الرجل فحسب بل قررنا أيضا معارضة أخطائه التي أخذت تطال كل المجالات والمستويات. فلقد وجدنا أنفسنا أمام حقيقة دامغة شديدة المرارة ، وهي أن ما كان يملأ مسامعنا من شعارات براقة ، و مشاريع وبرامج تم الإعلان عنها لم تتمخض في المحصلة إلا عن فأر نزق يلعب فوق قمامة من الفشل والعجز والإفلاس، وأن شعار محاربة الفساد لم يكن سوى وسيلة ممكشوفة لتصفية الخصوم وسجنهم أو ترهيب الموالين وابتزازهم ، وأن من كان يدعي محاربة الفساد سرعان ما تحول ليكون هو نفسه المفسد الأول ، وقديما قال الشاعر : لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ورحم الله المفسدين السابقين ما أعدلهم. أيها الأخوة والأخوات نلتقي إذن في هذه الذكرى وبلادنا تعيش تحت وقع أقدام هذا النظام الذي أصبحت أعباؤه لا تطاق ، وأخطاؤه بالغة الخطورة بدرجة لم نشهد لها مثيلا من قبل بما فيها :  إفلاس عارم يطال كافة الشعارات والسياسات وعلى جميع المستويات  مفارقات صارخة بين واقع الناس وصعوبة الحياة وفاقة وبين استخفاف النظام بما يقتضيه ذلك، بل نكرانه لحقيقة الواقع وتندره بمن يطرح تلك المظالم  اختناق اجتماعي متصاعد وانتشار جو مشحون بالقلق والخوف من المستقبل ناجمان عن فشل النظام في مواجهة تصاعد غلاء المعيشة وانتشار البطالة وجمود الرواتب. والأمل الذي غذته الوعود الكاذبة سرعان ما اختنق وتشظى بين طريق طويل مقعر شاق ومحفوف بالمكاره، وبين حفنة من الحوانيت جاءت ـ بعد لأي وتسويف ـ زهيدة هزيلة لا تغطي عشر عدد قرى البلاد ومدنها.تصطف امامها منذ الثلث الاخير من الليل.  استمراء سياسة الهروب إلى الأمام بإطلاق مزيد من الوعود وتدشين مشاريع زائفة وتحديد تواريخ لتنفيذها وهمية  مستوى انحدار ردود الأفعال على المنتقدين والمعارضين  إلى جانب احتقان سياسي يتصاعد بفعل عجز النظام عن إدارة الاختلافات السياسية، واستفحال شهيته لابتلاع أطراف الطيف السياسي ،ولم يعد خافيا على أحد أن خارطة الاحتقان قد تجاوزت عتبة المعارضة لتشمل أغلب أحزاب الموالاة نفسها وما تسرب من اجتماعها الأخير برأس النظام عنا ببعيد أيها الحاتميون والحاتميات إن موريتانيا الجديدة التي تعهد ولد عبد العزيز ببنائها هي كما ترونها اليوم طوابير الفقراء والعاطلين وأصحاب المظالم الذين يزدادون كل يوم ، ، وهي أيضا تلك الأسعار التي عانقت السماء،والبطالة التي تضاعفت والفقراء الذين ازدادوا عددا وازدادوا فقرا وهي الماء الشروب الذي وعد كذبا بتوفيره لسكان مقطع الحجار واشرم وعدل بكرو واعويانت ازبل ومثلث الفقر وغيرهم ؟ وهي ترميم طريق كيف الطينطان البالغ الحيوية والخطورة والذي لا يزال أثرا بعد عين رغم مضي أربع سنوات وهي طريق أطار- تجغجة، وأطار- شوم، والنعمة- باسكنو، والنعمة -أمرج والعيون -تامشكط ، وكيفة- كنكوصة وكيفة- بومديد والغايرة -باركويل ، وهي تلك المدن المنشأة الجديدة الزاخرة العامرة في انبيكت لحواش وترمس والشامي و(شاطئ الذهب)، وهي القطب التنموي على طريق انواكشوط تكند، وهي العمارات الشاهقة القائمة في ساحات بلوكات والحي العسكري وبرج الفاتح وهي القضاء على الكزرات قبل نهاية 2010 بمنح كافة الأسر قطعا أرضية، وهي توفير سكن لائق لكل موظف وعامل، وهي مع ذلك أيضا توظيف 17 ألف شاب فيما بين منتصف 2011 ومتم 2012 ، وهي القضاء على خطر تنظيم القاعدة وتوقيف تهريب المخدرات والهجرة السرية، واعتماد سياسة خارجية متوازنة قائمة على بصيرة وحنكة اعادت جالياتنا من الامارات وساحل العاج وليبيا . مع الأسف تلك هي ملامح موريتانيا الجديدة القائمة على الالتزامات المخلوفة والوعود الكاذبة والدعاية المغرضة وقال جل من قائل: (ولا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم الناروما لكم من دون الله من ولي ولا نصير) ايها الحاتميون أيها الحاتميات لقد بات من الضروري على حزب حاتم أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه المرحلة الخطرة بدرجة تحتم علينا أن نكون جاهزين لتلبية الواجب الوطني بشجاعة وإقدام ومسؤولية. إن الوقت لم يعد يسمح بالتفرج أو الانتظار فكل يوم أو لحظة تمر على استمرار هذا النظام تشكل نقطة غير مضيئة في تاريخنا. لقد أخبرنا القرءان الكريم " أن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وفي الحديث الشريف من رأى منكم منكرا فليغره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " ونرجو من الله أن نكون جميعا ممن قوي إيمانه وصح اعتقاده ونال رضي الله بالامتثال بالأمر والنهي. إن على النظام بعد أن عجز عجزا خطيرا عن تسيير الشأن العام ،بدرجة أصبح يشكل خطرا حقيقيا على الدولة والمجتمع، أن يتحلى بالحد الأدنى من الشجاعة والنزاهة ويعلن للشعب الموريتاني استقالته وتخليه نهائيا عن المسؤولية التي استولى عليها بقوة السلاح وحافظ عليها بالمال العام وذلك من أجل أن يجنب البلد عواقب استمرار تمسكه بالسلطة رغم عجزه عن تسييرها. إن المرحلة التي أوصل النظام إليها البلاد لم تعد تتسع لغير رحيله، وعليه أن يسارع إلى ذلك، وعلى كافة القوى الوطنية مسؤولية وواجب إنقاذ موريتانيا بالإسراع بتنفيذ الرحيل ، وينبغي ألا يقتصر شرف القيام بذلك على منسقية المعارضة وحدها بل إن الأحزاب الموصوفة أو الموالاة والأحزاب الموصوفة بالمعارضة المحاورة وكذلك النقابات ومنظمات المجتمع المدني ومختلف الفعاليات والشرائح الاجتماعية والثقافية والاقتصادية مدعوون كل من موقعه للمساهمة المباشرة أو غير المباشرة في جهود الشعب الموريتاني الرامية للتخلص من هذا النظام وبأسرع وقت واختيار حكومة انتقالية موسعة تضم كامل الطيف السياسي الوطني: 1. تشرف على وضع قوانين وقواعد جديدة تضمن ممارسة ديمقراطية حقيقة تكفل للشعب ممارسة حقه في اختيار من يحكمه، وتبعد قادة المؤسسات العسكرية والامنية والادارة من التدخل في الشؤون السياسية وتضمن التوازن بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وتحد من صلاحيات رئيس الجمهورية حتى لا يظل مصدر تهديد دائم للديمقراطية . 2. ثم تنظم انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة بإشراف لجنة انتخابات كاملة الاستقلال والصلاحيات وإننا في حزب حاتم إذ نضع على عاتقتنا مسؤولية النضال السلمي الناضج و المسؤول والتضحية بكل غال ونفيس من أجل الوصول إلى تلك الأهداف العملية العاجلة والملحة، سنعمل على خلق دينامكية جديدة ومستمرة من خلال القيام بالعديد من الأنشطة السياسية والعلمية والاجتماعية التي من شأنها أن تسمح للحزب بالتعبير عن نفسه والتأكيد على استمرار خطه العام في خدمة المجتمع وفي تبني قضايا الوطن والأمة، بما فيها استعداده لمواجهة مختلف متطلب تلك القضايا والتي في مقدماتها : • قضايا الهوية الوطنية العربية الإفريقية الإسلامية والاندماج الاجتماعي والسلم الاهلي • قضايا حقوق الإنسان وتعزيز الخيار الديمقراطي • واقع التعليم وسبل إصلاحه • واقع العبودية ووسائل محاربتها • الإرث الإنساني ومنهج محو آثاره وعلى المستوى الحزبي: دعم خيار المؤسسية الحزبية تشجيع الديمقراطية الداخلية الابتعاد عن الولاءات الضيقة داخل الحزب والعمل على تدعيم الطابع البرامجي بدل الطابع الارتجالي . الاهتمام بالشرائح الفئوية كالشباب والنساء وغيرهما أيها الحاتميون أيتها الحتميات، أبناء موريتانيا الأبرار وفرسانها و ماجداتها وحماتها الأحرار موريتانيا اليوم تناديكم وتستنهض ضمائركم الحية أن هبوا لإنقاذها فالخطر محدق والبلد يسير من سيء إلى أسوء والبحر يموج وربان السفينة لا يقدر العواقب ولا يعرف كيف يتجنب الأمواج والأعاصير عاش حزب حاتم إطارا للنضال ومنبرا يصدع بالحق عاش الشعب الموريتاني حرا سعيدا مزدهرا
عاشت موريتانيا بؤرة مضيئة في سماء ربيع التغيير والإصلاح والديمقراطية إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق